فصل: قال الأخفش:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقيل: مقابلة وهو معنى {قبلًا}. {ليدحضوا به الحق} [56] ليبطلوه ويزيلوه. والدحض: المزل المزلق، قال:
724- وأستنقذ المولى من الأمر بعدما يزل كما زل البعير عن الدحض. {موئلًا} [58] منجًا.
وقيل: ملجأ، كما قال حسان:
725- أقمنا على الرس النزوع لياليا ** بأرعن جرار عظيم المبارك

726- نسير فلا تنجو اليعافير وسطنا ** وإن وألت منا بشد مواشك

{لمهلكهم} [59] أي: لإهلاكهم فهو على هذا مصدر، كقوله تعالى: {مدخل صدق} قال:
727- ألم تعلم مسرحي القوافي ** فلا عيًا بهن ولا اجتلابا

أي: تسريحي. ويجوز أن يكون {مهلكهم} اسمًا لزمان الهلاك، أي: جعلنا لقوت إهلاكهم موعدًا. ولكن المصدر أولى وأفصح لتقدم {أهلكناهم}، والفعل يقتضي المصدر وجودًا وحصولًا، وهو المفعول المطلق، ويقتضي الزمان والمكان محلًا وظرفًا. وكل فعل زاد على ثلاثة أحرف، فالمصدر، واسم الزمان، والمكان، منه على مثال المفعول به. وإذا كان المهلك اسمًا لزمان الهلاك، لا يجوز الموعد اسمًا للزمان أيضًا، لأن الزمان وجد في المهلك، فلا يكون للزمان زمان، بل يكون الموعد بمعنى المصدر، أي: جعلنا لزمان هلاكهم وعدًا، وكذلك على العكس: إذا جعل المهلك مصدرًا، كان الموعد اسم الزمان. وهذا من المشكل على كثير من الناس، حتى على الأصمعي، فإنه أنشد للعجاج:
728- جأبًا ترى تليله مسحجًا

فقال أبو حاتم: إنما هو بليته. فقال: من أخبرك بهذا؟، فقال: من سمعه من فلق في رؤبة-يعني أبا زيد- قال: هذا لا يكون، فقال: بلى جعل مسحجًا مصدرًا، كما قال:
729- ألم تعلم مسرحي القوافي **................

فكأنه أراد أن يدفعه، فقال: قال الله عز اسمه: {ومزقناهم كل ممزق}، فسكت.
{وإذ قال موسى لفتاه} [60] وهو ابن أخته يوشع بن نون. {لا أبرح} [60] لا أزال أمشي. {مجمع البحرين} [60] بحر روم، وبحر فارس، يبتدئ أحدهما من المشرق، والآخر من المغرب، حتى يلتقيا. وقيل: أراد بالبحرين الخضر وإلياس بغزارة علمهما. {حقبًا} [60] حينًا طويلًا. يقال: إنه ثمانون سنة، وقيل: أقل من ذلك. {فلما بلغا مجمع بينهما} [61] أي: أفريقية. {فاتخذ سبيله في البحر} [61] أي: الحوت أحياه الله، فطفر في البحر. {سربًا} مسلكًا. {ذلك ما كنا نبغي} [64] كان أوحي إلى موسى، أنك تلقى الخضر حيث تنسى شيئًا من متاعك.
{فارتدا على ءاثارهما قصصًا} أي: رجعا يقصان الأثر ويتبعانه. {شيئًا إمرًا} [71] عجبًا. {لا تؤاخذني بما نسيت} [73] أي: تركت. {ولا ترهقني} [73] ولا تعاسرني. {زاكية} [74] التي لم تذنب، و{زكية} التي غفر لها ذنبها.
وقيل: الزكية: في الدين والعقل، والزاكية: في البدن، أي: تامة نامية، وهو معنى قول ابن عباس: إن المقتول كان شابًا يقطع الطريق. والبالغ يقال له: الغلام، أيضًا، كما قالت الأخيلية:
729- إذا نزل الحجاج أرضًا مريضة ** تتبع أقصى دائها فشفاها

730- شفاها من الداء العضال الذي بها ** غلام إذا هز القناة سقاها

{يريد أن ينقض} [77] يكاد أن ينقض.
وحكى الصولي في معانيه: أن بعض الكتاب أنكر الإرادة للجماد، وتكلم على وجه الطعن، فألقمته الحجر بقول الراعي:
731- في مهمه فلقت بهاها ماتها فلق الفؤوس إذا أردن نصولا.
{فخشينا} [80] كرهنا.
وقيل: علمنا. وخشي مثل حسب، وظن، من الأفعال التي تقارب أفعال الاستقرار والثبات. {وأقرب رحمًا} [81] أكثر برًا لوالديه، وأتم نفعًا. {من كل شيء سببًا} [84] علمًا يتسبب به إلى نيله. {فأتبع سببًا} [85] أي: طريقًا من المشرق والمغرب، كقوله: {أسباب السماوات}، أي: طرائقها. {وجدها تغرب في عين حمئة} [86] ذات حمأة.
فإن من ركب البحر وجد الشمس تطلع وتغرب منها رؤية لا حقيقة. {جزاء الحسنى} [88] أي: الجنة الحسنى، فحذف الموصوف اكتفاءً بالصفة. وربما نون الجزاء، ثم يكون الحسنى بدلًا منه. {لم نجعل لهم من دونها سترًا} [90] أي: كنا ببناء أو بخمر، وقيل: بل أراد دوام طلوعها عليهم في الصيف، وإلا فالحيوان يحتال للكن، حتى الإنسان.
ولكن وراء بربر من تلقاء بلغار، إذا سلك السالك منهم لحق القطب في البحر-لامتناع المسير في البر- وصل إلى حيث يبطل الليل في الصيف بواحدة، وتدور الشمس ظاهرة فوق الأرض. وقد حكي أن رسولًا من أهل بلغار، ورد على الأمير الماضي-أنار الله برهانه- وكان بلغ الموضع المذكور، فحكاه بين يديه، وكان-رحمه الله- عظيم الصلابة في دين الله، فتسارع إلى شتم الرجل، ونسبته إلى إلحاد على براءة أولئك القوم عنه حتى قال له الشيخ أبو نصر بن مشكان: إن هذا لا يذكره عن رأي ومذهب، وإنما يحكيه عن رؤية وعيان، والقرآن يشهد له بذلك في قوله: {لم نجعل لهم من دونها سترًا} فلم يقنعه حتى سأل أصحاب العلم بالنجوم عنه، فوصفوا له بصور إقناعية. فقال: كيف تعرفون؟ والله يقول: {ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض}؟! فقيل: كما نعرف تشريح أبداننا، وقد قال: {ولا خلق أنفسهم} فكف عن الرجل. {خرجًا} [94] خراجًا، كالنبت والنبات، والحصد والحصاد، وقيل: الخرج: الفيء، والخراج: الضريبة والجزية.
وقال الفراء: الخراج من الأرض، والخرج: فيما يخرج من سائر الأموال. {زبر الحديد} [96] قطعًا منه. {بين الصدفين} بين الجبلين، كل واحد منهما يصادف صاحبه ويقابله. وقيل: بل كل واحد منهما ينحرف ويتزاور عن صاحبه، فيكون بمعنى الصدوف والصدود. {قطرًا} نحاسًا مذابًا. {أن يظهروه} [97] أن يعلوه.
{وما استطاعوا له نقبًا} [97] من أسفله. {دكاء} [98] هدمًا، حتى يندك ويستوي بالأرض. {وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض} [99] أي: يختلط كما يختلط أمواج البحر بعضها في بعض.
تمت سورة الكهف. اهـ.

.قال الأخفش:

سورة الكهف:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا قَيِّمًا لِّيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا}.
قال: {عِوَجَا} {قَيِّمًا} أي: أنزل على عبده الكتاب قَيِّما ولم يجعل له عِوَجا.
{مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا}.
وقال: {مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا} حال على {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا} [2].
{مَّا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا}.
وقال: {كَبُرَتْ كَلِمَةً} لأنَّها في معنى: أكْبِرْ بِها كَلِمَةً. كما قال: {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} وهي في النصب مثل قول الشاعر: من الكامل وهو الشاهد الرابع والأربعون بعد المئتين:
وَلَقَدْ عَلِمْتَ إِذْ الرِّياحُ تَرَوَّحَت ** هَدَجَ الرِّئالِ تَكُبُّهُنَّ شَِمَالا

أي: تَكُبُّهُنَّ الرِّياحُ شمالا. فَكَأَنَّهُ قال: كَبْرَتْ تِلْكَ الكَلِمَةُ. وقد رفع بعضهم الكلمة لأَنَّها هي التي كبرت.
{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهذا الْحَدِيثِ أَسَفًا}.
وأمَّا قوله: {أَسَفًا} فإِنَّما هُوَ [147] {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ} {أَسَفًَا}.
{فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا}.
وقال: {سِنِينَ عَدَدًا} أي: نَعُدُّها عَدَدا.
{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقًا}.
وقال: {مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقًا} أي: شَيْئًا يرتَفِقُونَ بِهِ مثل: المِقْطَع و{مَرْفِقَاَ} جعله اسما كـالمَسْجِد او يكون لغة يقولون: رَفَقَ يَرْفُقُ. وإِنْ شئت {مَرْفَقَا} يريد: رِفْقًا ولم تُقرأ.
{وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذلك مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا}.
وقال: {تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ} ف {ذَاتَ الشِّمَالِ} نصب على الظرف.
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا}.
وقال: {أَيْقَاظًا} واحدهم اليَقِظُ، واما اليَقْظانُ فجِماعُهُ اليِقَاظُ.
{وَكَذلك بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَم لَبِثْتُمْ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُواْ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُواْ أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَاذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا}.
وقال: {فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَآ أَزْكَى طَعَامًا} فلم يوصل {فَلْيَنْظُرْ} الى {أيّ} لأَنه من الفعل الذي يقع بعده حرف الاستهفام تقول: انْظُرْ أَزَيْدٌ أَكْرَمُ أَمْ عَمْرٌو.
{سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِرًا وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَدًا}.
وقال: {مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ} أي: ما يَعْلَمُهُمْ من الناس إِلاّ قليلٌ. والقليل يعلمونهم.
{إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هذارَشَدًا}.
وقال: {إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللَّهُ} أي: إِلاّ أَنْ تَقُولَ: إِنْ شاءَ اللهُ فَأَجْزَأَ من ذلك هذا، وكذلك اذا طال الكلام أَجْزَأ فيه شبيه بالإِيمْاءِ لأَنَّ بَعْضَه يدل على بعض.
{وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُواْ تِسْعًا}.
وقال: {ثَلاثَ مِئَةٍ سِنِينَ} على البدل من {ثَلاثَ} ومن {المِئَة} أي: لَبِثُوا ثلاث مِئَةِ فإن كانت السنون تفسير للمئة فهي جرّ وان كانت تفسيرا للثَّلاثِ فيه نصب.
{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُواْ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}.
وقال: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} أي: ما أَبْصَرَهُ وأَسْمَعَه كما تقول: أَكْرِمْ بِهِ أي: ما أَكْرَمَهُ. وذلك أن العرب تقول: يا أَمَةَ اللهِ أَكْرِمْ بِزَيْدٍ فهذا معنى ما أَكْرَمَهُ ولو كان يأمرها أن تفعل لقال أَكْرِمِي زَيْدًا.
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.
وقال: {وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} أي: العَيْنانِ فلا تَعْدُوانِ.
{وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا}.
وقال: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ} أيْ: قُلْ هُوَ الحَقُّ. وقوله: {وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} أي: وساءت الدار مرتفقا.
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا}.
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} لأنه لما قال: {لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} كان في معنى: لاَ نُضيِعُ أُجُورَهُم لأنهم ممن أَحْسَنَ عملا.
{وَاضْرِبْ لهُمْ مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}.
وقوله: {وَاضْرِبْ لهُمْ مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ} وقال: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} وإِنَّما ذكر الرجُلَيْنِ في المعنى وكان لأَحدِهما ثمر فأجزأ ذلك من هذا.
وقال: {كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا} فجعل الفعل واحد ولم يقل آتتا لأنه جعل ذلك لقوله: {كِلْتَا} في اللفظ. ولو جعله على معنى قوله: {كِلْتَا} لقال: آتَتَا.
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا}.
وقال: {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} يقول: عَنْ رَدِّ أمْرِ رَبِّهِ نحو قول العرب: أُتْخِمَ عَنِ الطَّعامِ أي: عَنْ مَأكَلِهِ أُتْخِمَ، ولما رَدَّ هذا الأمر فسق.
وقال: {بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} كما تقول: بِئْسَ فِي الدّارِ رَجُلا.
{وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُواْ شُرَكَآئِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا}.
وقال: {مَّوْبِقًا} مثل {مَّوْعِدًا} من وَبَقَ يَبِقُ وتقول أَوْبَقْتُهُ حتى وَبَقَ.
{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا}.
وقال: {إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ} لأنَّ أَنْ في موضع اسم إِلاّ إِتيانُ سُنَّةِ الأَوَّلِينَ.
{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلًا}.
وقال: {مَوْئِلاٍ} من وَأَلَ يَئِلُ وَأْلًا.